للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يظهرون هذا إلا لبعض الناس، فلو كان قولهم حقا لأظهروه بين المسلمين، ولما احتاجوا إلى ستره.

الرابع: أن أقوالنا متفقة متسقة، وأقوالهم متناقضة مختلفة.

فهم يقولون: أشهد أن محمدا (١) رسول، ولا يعتقدونه رسولا.

ويقولون: إن القرآن مسموع مقروء متلو مكتوب محفوظ، وهم لا يعتقدون أن المسموع قرآن، ولا المقروء (٢) ولا المكتوب، ولا يعظمون المصاحف، ويقولون: لا يجوز للمحدث مسها ولا حملها، ومن حلف بها وحنث فعليه الكفارة، وحكامهم يبعثون من عليه اليمين إلى المصحف ليحلف، وهم لا يعتقدون فيه قرآنا ولا شيئا محترما.

ويقولون: موسى سمع كلام الله من الله بغير واسطة، ثم يقولون: كلام معنى في نفسه، ليس بصوت ولا يظهر للحس.

ويردون على المعتزلة قولهم: القرآن مخلوق، ثم يقولون كقولهم: إنه مخلوق.

ويقولون: الله حي موجود يرى في القيامة، ولكن ما هو في سماء ولا أرض، ولا فوق ولا تحت، ولا يمين ولا شمال، ولا يعقل وجوده على هذه الصفة.

الخامس: أن قولنا يستند إلى أئمة الإسلام والسادة الأعلام، المتفق على إمامتهم وعدالتهم، وفضائلهم مشهورة، وأقوالهم مأثورة.

وقول خصومنا يستند إلى قول رجل (٣) من أهل الكلام: لا يعرف


(١) في الأصل (محمد) بالرفع والصواب النصب.
(٢) في الأصل (ولا المقري) والصواب ما ذكرناه.
(٣) هو ابن الكلاب، وقد سبقت ترجمته.