للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شيئا] (١) من علم الإسلام، ولا يعلم القرآن ولا الحديث، ولا الفقه ولا العربية والحساب، ولا شيئا من العلوم سوى علم الكلام المذموم.

وأئمة الإسلام أحق بالإصابة ممن خالفهم.

السادس: أن أهل مقالتنا مخصوصون بالدين، وولاية الله تعالى، فلا يوجد من له كرامة مشهورة وولاية مأثورة إلا منهم، وهم أصحاب الزهد والعبادات والولاية والكرامات، وقد زوى الله عنهم الدنيا وأبرهم بالدين.

وخصومنا أصحاب الجاه والمناصب، وأصحاب المدارس والرباطات والوقوف (٢)، والأموال والأولاد، قد آثرهم الله بالدنيا وحرمهم الدين، فهم أبدا على أبواب السلاطين، ونوابهم في طلب الدنيا غارقون (٣)، وعلى جمعها حريصون.

ففي حال الفريقين ما يدل ذوي البصائر على أن قولنا هو الحق، فإن الله تعالى وصف أهل الحق في كل الأمم بالضعف وقلة المال، ووصف أهل الباطل بالاستكبار وكثرة الأموال والأولاد، فقال في حق قوم نوح: {فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا} (٤)، وفي قصة ثمود: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ} (٥).


(١) في الأصل (شيء) بالرفع، والصواب النصب.
(٢) هكذا بياض في الأصل.
(٣) في الأصل (غارقين- حريصين) والأولى الرفع كما ذكرناه.
(٤) سورة هود الآية ٢٧
(٥) سورة الأعراف الآية ٧٥