للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاعتبروا يا إخواني- رحمكم الله- بما أعطاكم الله- تعالى- من كرامته، وخصكم به من اتباع دينه وسنته، تمسكوا بالسنة كما أمركم نبيكم بقوله-صلى الله عليه وسلم-: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ (١)» يعني الأضراس.

يريد: استمسكوا بها تمسكا قويا بحيث لا [تلتفتوا] (٢) إلى غيرها، ولا يفوتكم شيء منها، ولا تنفلت منكم، واجتنبوا ما نهاكم عنه من المحدثات، واشكروا الله تعالى على نعمته عليكم، فقد آتاكم ما لم يؤت [أحدا] من العالمين الذين حرموا السنة وابتلوا بالبدعة والفتنة.

واعلموا أن ما فاتكم من الدنيا ومتاعها في جانب ما أعطيتموه يسير حقير، كما قال الله تعالى: {وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ} (٣).

واعلموا أن الدنيا من أولها إلى آخرها وكل ما فيها في جنب ما يؤتاه أدنى أهل الجنة منزلة - أقل من قطرة بالنسبة إلى البحر، فكيف بما يؤتاه أهل الدرجات العلا، مما لم تره العيون، ولم تسمعه الآذان، ولم يخطر على قلب بشر.

جعلنا الله وإياكم من أهلها، وثبتنا وإياكم على الإسلام والسنة في قوله [واعتقادها] (٤) وفعلها.

والحمد لله، وصلى الله على محمد النبي الأمي، وآله وصحبه وسلم


(١) سبق تخريجه في (ص ٨٠).
(٢) في الأصل (يلتفتوا) بالياء ولعل ما أثبت أظهر.
(٣) سورة الرعد الآية ٢٦
(٤) في الأصل (وعقدها).