للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الليث، عن ابن عجلان أن رجلا من موالي عبد الله بن عامر بن ربيعة العدوي حدثه، عن عبد الله بن عامر قالت لي أمي: هاه تعال أعطك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أردت أن تعطيه؟ فقالت أعطيه تمرا، فقال لها عليه السلام أما إنك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة (١)» هذا لا شيء؛ لأنه عمن لم يسم.

وآخر من طريق ابن وهب أيضا، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وأي المؤمن حق واجب (٢)» هشام بن سعد ضعيف وهو مرسل.

ومن طريق ابن وهب، عن إسماعيل بن عياش عن أبي إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ولا تعد أخاك وعدا فتخلفه فإن ذلك يورث بينك وبينه عداوة (٣)». وهذا مرسل، وإسماعيل بن عياش ضعيف.

ومن طريق ابن وهب، أخبرني الليث بن سعد، عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قال لصبي تعال هاه لك، ثم لم يعطه شيئا فهي كذبة (٤)» ابن شهاب كان إذ مات أبو هريرة ابن أقل من تسع سنين لم يسمع منه كلمة، وأبو حنيفة ومالك يرون المرسل كالمسند، ويحتجون بما ذكرنا فيلزمهما أن يقضوا بإنجاز الوعد على الواعد ولا بد وإلا فهم متناقضون فلو صحت هذه الآثار لقلنا بها.

وأما الحديثان اللذان صدرنا بهما فصحيحان إلا أنه لا حجة فيهما علينا؛ لأنهما ليسا على ظاهرهما؛ لأن من وعد بما لا يحل أو عاهد على


(١) سنن أبو داود الأدب (٤٩٩١)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٤٤٧).
(٢) رواه أبو داود في مراسيله والوأي: الوعد لفظا ومعنى.
(٣) سنن الترمذي البر والصلة (١٩٩٥).
(٤) مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٤٥٢).