للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} (١) فمعناه عند أهل السنة والجماعة أنه معهم بعلمه واطلاعه على أحوالهم. وأما قوله تعالى: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ} (٢) فمعناه أنه سبحانه هو معبود أهل السماوات ومعبود أهل الأرض. وأما قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} (٣) فمعناه أنه إله أهل السماوات، وإله أهل الأرض لا يعبد بحق سواه. وهذا هو الجمع بين الآيات والأحاديث الواردة في هذا الباب عند أهل الحق.

السؤال الثاني: يذكرون في كتب البلاغة أن في القرآن مجازا ولديهم بعض الشبهات كقوله تعالى: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} (٤) فيسمون هذا مجازا؛ لأن التحرير للعبد وذكرت الرقبة تدل على العبد (الجزء يدل على الكل)؛ فهل يصح تسمية هذا مجازا؟ كقوله عز وجل {يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} (٥) القول باللسان وذكر الفم ليدل عليه (الكل يدل على الجزء)، وقوله: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} (٦) الانشراح للقلب وذكر الصدر مجازا ليدل عليه. كقوله: {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ} (٧). يقولون: إنه يضع الإصبع وليس الإصبع كله ولكن ذكرت الأصابع مجازا، وغير ذلك كثير من الآيات على هذه الشاكلة؛ فهل يصح قولهم بأن في القرآن مجازا؟ وما الدليل؟ وهل في الحديث مجاز؟


(١) سورة الحديد الآية ٤
(٢) سورة الأنعام الآية ٣
(٣) سورة الزخرف الآية ٨٤
(٤) سورة النساء الآية ٩٢
(٥) سورة آل عمران الآية ١٦٧
(٦) سورة الشرح الآية ١
(٧) سورة البقرة الآية ١٩