للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجواب:

إن ما يقوله علماء البلاغة في المجاز باصطلاحهم لا صحة له في الكتاب ولا في السنة ولا في لغة العرب، بل كل تعبير جاء في الكتاب العزيز، أو في السنة المطهرة، أو في لغة العرب فهو حقيقة في محله، وقد بسط الكلام في ذلك أبو العباس ابن تيمية في كتاب (الإيمان)، ونقله الشيخ عبد الرحمن قاسم في مجموع الفتاوى، كما بسط ذلك أيضا العلامة ابن القيم في كتابه الصواعق المرسلة.

السؤال الثالث: ما حكم ساب الدين إن كان جاهلا؟ هل يعذر بجهله أم إنه لا عذر بالجهل في هذه المسألة؟ وهل إذا كان مقصده سب الشخص نفسه فجرى على لسانه سب دينه، هل يعذره هذا من الكفر، أم ماذا؟ وما هي أقوال السلف في هذا الأمر.

الجواب:

سب الله، أو سب كلامه، أو شيء منه كفر وكذا سب الرسول صلى الله عليه وسلم، أو سنته، أو شيء منها، أو سب دين الشخص إذا كان دينه الإسلام فيجب أن يبين له الحكم إذا كان مثله يجهل ذلك، فإن أصر على السب فهو كافر مرتد عن ملة الإسلام يستتاب، فإن تاب وإلا قتل؛ لقول الله تعالى: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} (١) {لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} (٢).

وننصحك بقراءة كتاب أحكام المرتد من كتب الحديث والفقه كصحيحي البخاري ومسلم والمغني والمجموع شرح المهذب والحطاب على مختصر خليل وبدائع الصنائع للكاساني وغير ذلك من كتب الحديث والفقه، وأما من سب شخصا مسلما لذاته فجرى على لسانه دين ذلك الشخص بدون قصد إنما هو محض خطأ منه، فإن مثله لا يكفر


(١) سورة التوبة الآية ٦٥
(٢) سورة التوبة الآية ٦٦