للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نفي تقول سخيف على الجناب المحمدي الشريف.

للشيخ عبد الله كنون.

مما تميزت به السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام عن سير إخوانه النبيين المبعوثين قبله، سلام الله عليهم جميعا، أنها استوعبت جميع أحواله وصفاته وأخباره قبل النبوءة وبعدها، وأخبار قومه وأسرته من قبل الأب والأم على السواء وولادته ورضاعه وتربيته ونشأته بعد وفاة أبيه وأمه في بيت جده عبد المطلب ثم في بيت عمه أبي طالب بعد وفاة جده وحركاته وتصرفاته في طور شبابه وهو مقيم ببلده مكة وأثناء رحلته إلى الشام أولا بمعية عمه وثانيا في تجارة خديجة ومعه غلامها ميسرة إلى تزوجه بها وولادة أولاده، وما شارك فيه من أعمال عمومية كحلف الفضول وتجديد بناء الكعبة إلى أن أوحي إليه وهو يتحنث في جبل حراء فاشتهر أمره وصارت أخباره على كل لسان، وهذه الفصول في سيرته كلها مما روي عنه أو عن معاصريه من قومه بطريق التواتر أو ما يقرب منه، ولم يرو لنا عن نبي غيره إلا القليل من هذه الأخبار، وبطريق تحتمل وتحتمل إلا ما ثبت منها في القرآن.

وعرف عن الرواية العربية أنها لا تهمل شيئا، وأنها تنقل الصحيح والباطل والمشتبه فيه، والسلبي والإيجابي وما هو في صالح القضية وصاحبها