للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

-٤ -

تبينا مما تقدم بطلان رواية الهيثم في أسماء ولد النبي صلى الله عليه وسلم وقد ارتبطت هذه الرواية بأدلة بطلانها أساسا عند مغلطاي وفي شرح المواهب بما صاحبها من أقوال أهل العلم بالحديث وطعونهم في مرتكب كبرها وهو الهيثم، ومنهم البخاري الذي اضطررنا لتأخير الكلام على حديثه لهذا السبب، مع تقديمنا له، فلنرجع إليه ولنقل كلمتنا فيه استنادا إلى ما حرر رجال الصناعة العارفون بعلل الروايات مبادرين إلى القول بأن علته من إسماعيل بن أبي أويس شيخ الإمام البخاري وهذا كلام الحافظ الذهبي عنه في الميزان:

(إسماعيل بن أبي أويس بن عبد الله بن أبي أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي أبو عبد الله المدني، محدث مكثر فيه لين، روى عن خاله مالك وأخيه عبد الحميد وأبيه وأقدم من لقي عبد العزيز بن الماجشون وسلمة بن وردان وعنه صاحبا الصحيح وإسماعيل القاضي والكبار، قال أحمد: لا بأس به، وقال ابن أبي خيثمة عن يحيى: صدوق ضعيف العقل ليس بذاك، وقال أبو حاتم: محله الصدق مغفل، وقال النسائي: ضعيف، وقال الدارقطني: لا أختاره في الصحيح، توفي سنة ست وعشرين ومائتين.

وقال ابن عدي: قال أحمد بن أبي يحيى: سمعت ابن معين يقول: هو وأبوه يسرقان الحديث، وقال الدولابي في الضعفاء: سمعت النضر بن سلمة المروزي يقول: كذاب، كان يحدث عن مالك بمسائل ابن وهب، وقال العقيلي: حدثني أسامة الدقاق بعري، سمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن أبي أويس لا يساوي فلسين.