للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدائن من المدين المبلغ، فإن لم يسدد المدين ما عليه قال له الدائن: إما أن تقضيني حقي وإما أن تربي.

ولما كانت الحكمة من تحريم الربا أن فيه زيادة بلا عوض جاءت السنة وألحقت بالصورة التي كانت معروفة في الجاهلية أنواعا أخرى من البيوع، فيها زيادة بلا عوض واعتبرتها من الربا، فقال صلى الله عليه وسلم: «الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعر، والتمر بالتمر، مثلا بمثل سواء بسواء يدا بيد، فمن زاد أو استزاد فقد أربى (١)».

ج - قال تعالى: {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ} (٢).

بينت هذه الآية بعض المحرمات من الرضاعة، ثم ألحق النبي صلى الله عليه وسلم بالأم والأخت من الرضاعة سائر القرابات اللواتي يحرمن بالنسب، كالعمة والخالة. . . . وهذا إلحاق بطريق القياس باعتبار نفي الفارق المؤثر بين الأصل وبين الفرع، فقال صلى الله عليه وسلم: «يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب (٣)».

٥ - توضيح السنة لمشكل القرآن:

ومن أمثلة ذلك:

أ - قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} (٤).

وقد أشكل على الصحابة رضي الله عنهم معنى كلمة (ظلم) فقالوا:


(١) رواه البخاري في كتاب البيوع، باب بيع التمر بالتمر ٣/ ٢٩ - ٣٠.
(٢) سورة النساء الآية ٢٣
(٣) رواه البخاري في كتاب الشهادات، باب الشهادة على الأنساب ٣/ ١٤٩.
(٤) سورة الأنعام الآية ٨٢