للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأينا لا يظلم نفسه فبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن المراد بالظلم في الآية الشرك (١).

ب - قال تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} (٢).

أشكل على عدي بن حاتم فهم الآية وقد كان نصرانيا قبل الإسلام، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم (ما عبدوهم يا رسول الله)، فقال صلى الله عليه وسلم موضحا ما أشكل على عدي ومبينا معنى العبادة في الآية: «أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه (٣)».

٦ - نسخ الأحكام. . .

وهذا الوجه من وجوه يصح عند القائلين بأن السنة والقرآن في المرتبة سواء، ويمكن للسنة أن تنسخ القرآن. وهذا مذهب الحنفية والمالكية وابن حزم، أما الشافعية فلا يمكن للسنة أن تنسخ القرآن عندهم كما سبق بيانه عند الكلام على منزلة السنة من القرآن من حيث الرتبة.

ومن أمثلة ذلك:

أ - أي صورة من صور التخصيص عند الشافعية التي يكون فيها المخصص متراخيا فهذا عند الحنفية نسخ مثاله:

قوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} (٤)، فلفظ


(١) الطبري، جامع البيان من تأويل القرآن ١١/ ٤٩٢ وما بعدها.
(٢) سورة التوبة الآية ٣١
(٣) انظر القرطبي، الجامع لأحكام القرآن ٨/ ١٢٠. والحديث رواه الترمذي في كتاب تفسير القرآن ٥/ ٢٧٨، وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد السلام بن حرب، وغطيف بن أعين ليس بمعروف في الحديث.
(٤) سورة المائدة الآية ٣٨