للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما الدولة العثمانية: فقد كان سلاطينها في ذلك الوقت من الضعف بمكان بحيث لم يكن لهم من أمر الدولة شيء بل كان الأمر بيد وزرائهم ورؤساء الجيش الإنكشاري الذين لا يعرفون من أمور السياسة شيئا وأما الولاة على أقاليم الدولة فقد ساءت إدارتهم، فهمهم الأكبر جمع الأموال من شعوب ولاياتهم، ومما زاد حال الدولة سوءا التدهور العسكري الذي منيت به في ذلك العصر (١)، فقد أخذت دول أوروبا تتألب عليها من كل جانب، وظهر ما يسمى عند المؤرخين بـ (المسألة الشرقية) أي تقسيم ممتلكات الدولة العثمانية بين الدول الأوربية الطامعة (٢).

أما الدولة الصفوية في فارس: (من ٩٠٦هـ = ١٥٠٠م - ١١٣٥هـ =١٧٢٢م) فبعد نهايتها عام ١١٣٥هـ خلفها أمراء من الأفغان حتى قضى عليهم (نادر شاه) عام ١١٤٢هـ (١٧٢٩م) فنادى بنفسه ملكا ثم أخذ يوسع أملاكه حتى امتدت دولته من الخليج العربي إلى بلاد الهند (٣) ولم يلبث أن قتل سنة ١١٦٠هـ (١٧٤٧م) وبمقتله اضطرب أمر بلاد فارس واستمر هذا الاضطراب حتى قيام الدولة القاجارية سنة ١٢٠٣هـ (١٧٨٨م) (٤)


(١) أحمد السعيد سليمان: محاضرات في تاريخ الدولة العثمانية ص٤.
(٢) جلال يحيى: العالم العربي الحديث (المدخل) ص٨٤.
(٣) عبد المتعالي الصعيدي: المجددون في الإسلام من القرن الأول إلى القرن الرابع عشر الهجري ص٣٥٠، ٤١٧.
(٤) حسين مؤنس: الشرق الإسلامي في العصر الحديث ص ٢١.