أما الدولة المغولية في الهند: والتي قامت عام ٩٠٩هـ (١٥٠٥) فما إن حل القرن الثالث عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي) حتى اضطرب أمرها وأصبحت مرتعا للحروب الداخلية بين أمراء الولايات المختلفة مما سهل على شركة الهند الشرقية الإنكليزية الاستيلاء عليها ولاية بعد ولاية عام (١٢٧٤هـ =١٨٥٦ م).
أما المغرب الإسلامي: فلم تكن حالته السياسية بأحسن حظا من مشرقه فتونس والجزائر تابعة للعثمانيين ودولتهم الضعيفة، وفي مراكش توجد دولة السعديين، والتي لم تكن من القوة بحيث تقف أمام حملات الأسبان والبرتغال عليها، إضافة إلى وجود فتن داخلية بين العرب والبربر، وبين قبائل (الهوسا) مع بعضها وبينها وبين قبائل (الغولان).
هذه لمحة موجزة عن حالة العالم الإسلامي السياسية في مشرقه ومغربه وبالجملة فهي حالة سيئة تدل على ما يعانيه العالم الإسلامي في تلك الحقبة من فساد سياسي عام. أما حال المسلمين على الحدود والثغور الإسلامية فهي بلا شك أشد سوءا وألما بكثير.
أما عن الحالة الدينية في العالم الإسلامي: فالواقع أن انحطاط الحياة الدينية لدى المسلمين لم يكن وليد هذا العصر فحسب وإنما يسبقه بعدة قرون، حينما دخل بالإسلام - في الظاهر - عناصر من أصحاب الملل والحضارات السابقة التي قضى عليها المسلمون في عصورهم الزاهرة، وقد استهدفت هذه العناصر من دخولها الإسلام الكيد له والدس عليه