للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مفهوم ذلك العصر وعرفت - تاريخيا - باسم (الدولة السعودية الأولى) حتى إذا سقطت تلك الدولة على يد محمد علي باشا والي مصر من قبل العثمانيين عام (١٢٣٣هـ - ١٨١٨م) - قامت بعدها (الدولة السعودية الثانية) من عام ١٢٣٨ - ١٣٠٩هـ (= ١٨٢٣ - ١٨٩١م) ثم الدولة السعودية الثالثة على يد الملك عبد العزيز آل سعود عام ١٣١٩هـ (١٩٠١م) وقد سرى روح الدفاع عن الدعوة السلفية الإصلاحية في الدولتين السعوديتين الثانية (١) والثالثة كما سرى ذلك في الأولى. لكن إذا كانت الدعوة السلفية قد وطدت أقدامها في مساحات واسعة من شبه الجزيرة العربية - دينيا وسياسيا - في ظل الدولة السعودية بجميع أدوارها فإنها تعدت في انتشارها إلى بلاد داخل شبه الجزيرة العربية وخارجها حتى أنارت عقول الأمة الإسلامية من سومطرة شرقا إلى نيجيريا غربا. هذه الميزة تدفعنا إلى البحث عن عوامل نجاحها، وأسباب انتشارها وخاصة في آسيا وأفريقيا، ويمكن تلخيصها بما يلي:

طبيعة الدعوة وكون مبادئها توافق الفطرة السليمة وهذا عامل في انتشارها فهي سهلة الفهم بعيدة عن التعقيدات والأمور الفلسفية لأنها هي الإسلام بعينه. صاحب الدعوة (الشيخ محمد بن عبد الوهاب) وقوة إيمانه بدعوته وجهاده في سبيلها مهما بلغ الثمن، وتعددت التضحيات.

القوة السياسية للدعوة وهي التي تمثل أنصار الدعوة من (آل سعود) وما بذلوه من التضحية بأنفسهم وأموالهم في سبيل نجاح هذه الدعوة وإقرارها.


(١) عبد الفتاح أبو عليه: الدولة السعودية الثانية ص٢٤.