للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كذابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله (١)».

روى ابن ماجه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ستكون فتن يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا. إلا من أحياه الله بالعلم (٢)».

وروى ابن ماجه أيضا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كيف بكم بزمان يوشك أن يأتي، يغربل الناس فيه غربلة، وتبقى حثالة من الناس، قد مرجت عهودهم وأماناتهم فاختلفوا وكانوا هكذا؟ (وشبك بين أصابعه) قالوا: كيف بنا يا رسول الله إذا كان ذلك؟ قال: تأخذون بما تعرفون. وتدعون ما تنكرون. وتقبلون على خاصتكم وتذرون أمر عوامكم (٣)».

ويغربل الناس غربلة (أي يذهب خيارهم وعقلاؤهم ويبقى أشباه مثقفيهم وحملة الشهادات بلا معلومات، الذين يستعملون المعميات والرموز تعمية على الناس).

وروى ابن ماجه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء (٤)» (حيث يسود الفسقة في معظم الأنحاء، ويحس الأتقياء بأنهم شواذ في مجتمعهم، ولا يصل إلى المناصب إلا من يبيعون ضمائرهم ويكونون مع رئيسهم أشبه بالتلاميذ في حضرة أستاذهم).


(١) سنن أبي داود، كتاب الفتن والملاحم ٤/ ٤٥١ وقد أورد الترمذي حديثا مختصرا عن ظهور دجالين كذابين قريب من ثلاثين ومعروف أن القيد بالثلاثين لمجرد الكثرة لا الحصر
(٢) ابن ماجه - السنن - ج٢ كتاب الفتن - باب ما يكون من الفتن ص١٣٠٥ وقد أورده البخاري بلفظ آخر
(٣) ابن ماجه - السنن - ج٢ كتاب الفتن - باب التثبت من الفتنة ص١٣٠٧
(٤) السنن ج٢ كتاب الفتن - باب بدأ الإسلام غريبا ص١٣١٩