للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* ومن الظواهر (الإعلان) بالخمور والزنا - تحت حماية القانون الوضعي السائد - وارتفاع كفة الجهلاء وانزواء العلماء «من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا (١)».

* ومن الظواهر بروز (السناء متبرجات) سافرات مستعلنات بالإثارة «أيما امرأة استعطرت فخرجت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية (٢)».

إن هذه المرحلة هي المرحلة التي يقل فيها العمل ويكثر الجدل، وتقل فيها الصراحة والوضوح، ويسود الملق والنفاق ومظاهر الشرك المختلفة، ويكون اتباع الباطل وأهله هو الغالب حتى على كبار العلماء والمفكرين، إذ إنهم يخضعون لضغوط المناصب والأموال. . .

إن الناس جميعا قد يسلمون بصحة أصولهم الفكرية لأمتهم لكن لا يوجد لديهم اليقين القلبي ولا الاستعداد للتضحية، إنهم أقرب إلى النفاق، وهم يريدون إيمانا لا يدفعون له أي ثمن ولا يعوقهم عن أي مصلحة مادية أو معنوية (٣). . . وإلا فالصمت أو ممالأة الفاسقين والضالين هو الطريق. . . أو البحث عن مخرج لوضعهم بإخضاع النصوص للباطل، وتلفيق آراء وتبريرات لوضعهم المزري، وهكذا تظهر صور كثيرة من سيطرة العادات والتقاليد القديمة، واتباع هوى النفس والتعلق باللذات الدنيوية وعدم الانضباط والتذبذب الدائم بين القول والفعل. . . وهذه الحالة أشار إليها الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله: «أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق ولو صلى وصام وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان، وإذا خاصم فجر (٤)».


(١) البخاري، كتاب العلم
(٢) رواه النسائي
(٣) محمد تقي الأميني، سنن الله في الرقي والانحطاط (بالأوردية)
(٤) رواه مسلم