بالتلهف عليه لما في ذلك من الاعتراض على المقادير وتعجيل تحسر لا يغني شيئا، ويشتغل به عن استدراك ما لعله يجدي.
وعلى هذا فليس المراد ترك النطق بلفظ (لو) مطلقا؛ لأنه وقع في عدة أحاديث وآيات كما ذكرنا، ولكن النهي ينحصر فيما إذا أطلقت معارضة للقدر مع اعتقاد أن ذلك المانع لو ارتفع لوقع خلاف المقدور.
ويقول الإمام البلوي: في كتاب (ألف باء) قد تنفع (لو) في بعض الأوقات بحسب اختلاف النيات يقول الإنسان: لو قضى الله شيئا كان، وإذا عمل الشر قال: لو وفقني الله لهداني إلى الخير، فقد تنصل من قوته وحوله ووكل الأمر إلى أهله. وجاء عن خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:«ما بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حاجة قط فلم تقض إلا قال: يا بني لو قدر شيء لكان» وكان بعض أزواجه تقول: لو فعلت كذا وكذا فيقول: «دعوه ما يكون إلا ما أراد الله عز وجل» فهذا الضرب من القول - بحمد الله - صاحبه سالم وقائله إن شاء الله غانم والحمد لله رب العالمين.