للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مولده:

ولد بدمشق سنة (٥٧٧هـ) وقيل: سنة (٥٧٨ هـ)، وتوفي بالقاهرة سنة (٦٦٠هـ).

أعماله ومواقفه:

بعد أن تعلم العز ونضج، بدأ يزاول حياته العملية في التدريس والإفتاء والقضاء والخطابة آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، فكان لا يخشى في الله لومة لائم، وقد اشتهر بمواقفه العظيمة في إقامة الحق وتغيير المنكر. فكانت له مواقف مع حكام عصره، فقد أنكر على حاكم دمشق الصالح إسماعيل بن الكامل تحالفه مع الصليبيين ضد أخيه نجم الدين أيوب حاكم مصر، وتسليمه لهم بعض حصون المسلمين ليساعدوه في محاربة أخيه الذي كان يريد أن ينتزع دمشق منه، فأنكر الشيخ عليه وعرض به في الخطبة ولم يدع له كالعادة. فلما علم الصالح إسماعيل بذلك أمر بعزله عن الخطابة واعتقاله، ثم أفرج عنه بعد محاورات ومراجعات، فاتجه العز بعد ذلك إلى مصر، فوصلها سنة ٦٣٩ هـ فرحب به حاكمها نجم الدين أيوب، فولاه الخطابة والقضاء فبدأ العز نشاطه في مصر بإقامة السنة ومحاربة البدعة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر العلم، وكانت له مواقف عظيمة مشهورة منها بيعه لأمراء المماليك الذين كان يستعملهم الملك نجم الدين في خدمته وجيشه وتصريف أمور الدولة، فأبطل العز تصرفهم بالبيع والشراء؛ لأن المملوك لا ينفذ تصرفه شرعا