للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والثالث: إلى الحسن، وقال عن الرابع: إنه معنى قول يحيى بن سلام.

ونسب الخامس إلى إبراهيم النخعي، والسادس: إلى الكلبي. والسابع: إلى الكلبي ومجاهد. والثامن إلى مجاهد (١). وهذه الأقوال متقاربة.

٢ - قال تعالى: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ} (٢).

قال العز في تفسير هذه الآية: الإنسان آدم خلق بعجل يوم الجمعة آخر الأيام الستة قبل غروب الشمس، أو لما نفخ الروح في عينيه ولسانه بعد إكمال صورته سأل ربه أن يعجل تمام خلقه وإجراء الروح في جسده قبل الغروب، أو العجل الطين، قال:

والنبع في الصخرة الصماء منبتة ... والنخل ينبت بين الماء والعجل

أو الإنسان الناس كلهم فخلق الإنسان عجولا، أو خلق على حب العجلة أو خلقت العجلة فيه، والعجلة تقديم الشيء قبل وقته والسرعة تقديمه في أول أوقاته.

فيلاحظ أن العز ذكر في المراد بالإنسان في الآية قولين: القول الأول: أن المراد به آدم. وقد اختلف في معنى (عجل) على هذا القول، فذكر العز ثلاثة أقوال بدون نسبة، وقد نسب الماوردي القول الأول إلى مجاهد والسدي، والثاني إلى الكلبي (٣).

والقول الثاني: الذي ذكره العز في المراد بالإنسان أنه الناس كلهم، وذكر في معنى (العجل) على هذا ثلاثة أقوال بدون نسبة، وقد نسب الماوردي القول الأول إلى قتادة، والثالث إلى ابن قتيبة (٤). فقد ذكر العز


(١) راجع: تفسير الماوردي (٣/ ٨٠)
(٢) سورة الأنبياء الآية ٣٧
(٣) راجع تفسيره (٣/ ٤٥)
(٤) راجع تفسيره (٣/ ٤٥)