للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣ - قوله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا} (١).

قال العز في معنى: تترا منون متواترين يتبع بعضهم بعضا (ع)، أو متقطعين بين كل اثنين دهر طويل، تترا: اشتق من وتر القوس لاتصاله بمكانه منه، أو من الوتر لأن كل واحد يبعث فردا بعد صاحبه، أو من التواتر.

فلاحظ الأصول الثلاثة التي ذكرها لاشتقاق كلمة (تترا) وإليها يرجع القولان اللذان ذكرهما في بيان المراد بإرسال الرسل تترا.

وراجع: تفسير العز للكلمة {زُرْقًا} (٢) من الآية (١٠٢) سورة طه، و {حَدَبٍ} (٣) من الآية (٩٦) من سورة الأنبياء و {مَنْسَكًا} (٤) من الآية (٣٤) من سورة الحج، وراجع أيضا تفسيره للآية (٣٦) من سورة الحج.

الوجه الثاني: أمثلة على ذكره للفروق بين الألفاظ المتقاربة.

١ - قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} (٥).

قال العز في معنى: {خَلْفٌ} (٦) بالسكون إذا خلفه من ليس من أهله، وبالفتح إذا كان من أهله، أو بالسكون في الذم وبالفتح في الحمد.

لاحظ تفريقه بين معاني (خلف) حسب اختلاف حركة اللام منها بين السكون والفتح.


(١) سورة المؤمنون الآية ٤٤
(٢) سورة طه الآية ١٠٢
(٣) سورة الأنبياء الآية ٩٦
(٤) سورة الحج الآية ٣٤
(٥) سورة مريم الآية ٥٩
(٦) سورة مريم الآية ٥٩