للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢ - قوله تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى} (١).

قال العز في تفسير هذه الآية: {أُخْفِيهَا} (٢) لا أظهر عليها أحدا، فيكون {أَكَادُ} (٣) بمعنى أريد، أو أخفيها من نفسي (ع) مبالغة في تبعيد إعلامه بها، أو أخفيها أظهرها، أخفيته كتمته وأظهرته من الأضداد، وأسررته كتمته وأظهرته أيضا، أو المعنى آتية أكاد آتي بها، فحذف للعلم به ثم استأنف: {أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ} (٤) قال:

هممت ولم أفعل وكدت وليتني ... تركت على عثمان تبكي حلائله

أي وكدت أقتله.

ذكر العز في معنى {أُخْفِيهَا} (٥) أربعة أقوال عرضها عرضا بديعا بعبارة موجزة ودقيقة مع توجيه كل قول، ثم ذكر أن الإخفاء والإسرار من الأضداد يأتيان بمعنى الإظهار والكتم، ووجه القول الرابع على أن في الكلام محذوفا، وقدره واستدل عليه ببيت من الشعر. وهو يستشهد على بعض الوجوه النحوية، ومعاني الكلمات بالشعر ولا يكثر من ذلك كالماوردي، وقد أجريت بينهما مقارنة فأحصيت ما استشهد به العز في سورة طه فكان خمسة أبيات بينما استشهد فيها الماوردي بسبعة وعشرين بيتا. ويؤخذ على العز أنه في بعض الأحوال قد يستشهد بأجزاء من أبيات ويدمجها في التفسير دون التنبيه على أنها جزء من بيت، وهذا فيه تلبيس وخلط في الكلام، ومن أمثلة ذلك راجع: تفسيره {غَيًّا} (٦) من الآية: ٥٩ سورة مريم. وتفسيره {يَسْتَحْسِرُونَ} (٧) من الآية: ١٩ سورة الأنبياء، وتفسيره {يَنْسِلُونَ} (٨) من الآية: ٩٦ سورة


(١) سورة طه الآية ١٥
(٢) سورة طه الآية ١٥
(٣) سورة طه الآية ١٥
(٤) سورة طه الآية ١٥
(٥) سورة طه الآية ١٥
(٦) سورة مريم الآية ٥٩
(٧) سورة الأنبياء الآية ١٩
(٨) سورة الأنبياء الآية ٩٦