للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأنبياء، وتفسيره {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} (١) من الآية: ٢٠ سورة المؤمنين.

٣ - قوله تعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى} (٢) {قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} (٣).

قال العز في تفسير هاتين الآيتين: {وَمَا تِلْكَ} (٤) سؤال تقرير، وجوابه {هِيَ عَصَايَ} (٥) ولكنه أضافها إلى ملكه، ليكفي الجواب إن سئل عنها، ثم ذكر احتياجه إليها لئلا يكون عابثا بحملها. {وَأَهُشُّ} (٦) أخبط ورق الشجر، والهش والهس واحد، أو المعجم خبط الشجر، وغير المعجم زجر الغنم {مَآرِبُ} (٧) حاجات، نص على لوازم الحاجات، وكنى عن عارضها من طرد السباع، أو قدح النار واستخراج الماء، أو كانت تضيء له بالليل.

لاحظ توجيه العز للاستفهام في قوله: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ} (٨) إلى المعنى المجازي وهو التقرير، ولاحظ إشارته الدقيقة إلى معنى الإضافة في {عَصَايَ} (٩) وتفريقه بين الهش والهس، وتعبيره عن معنى {مَآرِبُ} (١٠) وصياغته لبعض الأقوال الإسرائيلية في المراد بمآربه الأخرى في العصا، فقد صاغ هذه الأقوال بعبارة موجزة، ولم يستطرد في ذكر الأخبار الإسرائيلية التي يذكرها أكثر المفسرين في عصا موسى عليه السلام (١١). فقارن ما سبق بتفسير الماوردي يتبين لك أسلوبه في الاختصار وصياغته لتفسير الماوردي في ثوب جديد.

وراجع تفسير العز لقوله تعالى: {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} (١٢).


(١) سورة المؤمنون الآية ٢٠
(٢) سورة طه الآية ١٧
(٣) سورة طه الآية ١٨
(٤) سورة طه الآية ١٧
(٥) سورة طه الآية ١٨
(٦) سورة طه الآية ١٨
(٧) سورة طه الآية ١٨
(٨) سورة طه الآية ١٧
(٩) سورة طه الآية ١٨
(١٠) سورة طه الآية ١٨
(١١) راجع: تعليقنا على هذه الآية من تفسير العز
(١٢) سورة مريم الآية ٣٢