من ذلك يتضح الفرق بين طريقة العز في تفسير آيات الأحكام حيث يورد الأقوال دون مناقشة، وطريقة القرطبي حيث يناقش الأقوال ويرجح بينها غالبا، فهو أكمل من العز وإن كان يؤخذ عليه الاستطراد في تفصيل الخلاف وذكر جزئيات المذاهب مما يشتت ذهن القارئ عن تدبر معنى الآية وما تقصد إليه.
ونكتفي بهذين المثالين خشية الإطالة، وللمزيد من ذلك يمكن مراجعة تفسير العز لقوله تعالى:{وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ}(١) الآيتان (٧٨، ٧٩) من سورة الأنبياء، ومراجعة تفسيره للآيات (٢٨) إلى (٣٤) من سورة الحج، مع مقارنة ذلك بالتفاسير التي تعنى بآيات الأحكام.