للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال العز عند تفسير هذه الآية في عدد السحرة: وكانوا سبعين ألف ساحر، أو تسعمائة: ثلاثمائة من العريش، وثلاثمائة من الفيوم، ويشكون في الثلاثمائة من الإسكندرية، أو اثنين وسبعين، اثنان من القبط، وسبعون من بني إسرائيل، كانوا أول النهار سحرة وآخره شهداء.

ذكر العز في عدد سحرة فرعون ثلاثة أقوال؛ فالقول الأول رواه الطبري في تفسيره (١٦/ ١٨٤) عن القاسم بن أبي بزة. والقول الثاني عن ابن جريج، وفي هذين القولين تفاصيل لم يذكرها العز هنا كما أن الطبري روى أخبارا أخرى في عددهم لم يذكرها العز عنه، أما القول الثالث فنسبه الماوردي في تفسيره (٣/ ٢١) إلى أبي صالح عن ابن عباس، وذكره الثعلبي في كتابه (قصص الأنبياء) (ص١٦٤) عن مقاتل. ولم يرد خبر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في تحديد عددهم، وهذه الأخبار التي ذكرها العز أخبار إسرائيلية وهي كما ترى متناقضة ولا فائدة من ذكرها، ولو كان في ذلك فائدة تعود على المكلف في دينه أو دنياه لأخبر بها القرآن، وظاهر القرآن أنهم كانوا كثيرين.

قال تعالى: {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ} (١) {يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ} (٢) والله أعلم بعددهم.

فنلاحظ من هذا أن العز قد أورد هذه الأخبار الإسرائيلية باختصار وبدون تعقيب بينما نجد الطبري وابن كثير قد توسعا فيها ولم يعقبا عليها أيضا وكان الأولى بالعز أن يتعقب هذه الأخبار بالرد، أو ينزه تفسيره


(١) سورة الشعراء الآية ٣٦
(٢) سورة الشعراء الآية ٣٧