قال العز في قصة بلاء أيوب: كان ذا مال وولد فهلك ماله ومات أولاده، ثم بلي في بدنه فقرح وسعى فيه الدود واشتد بلاؤه فطرح على مزبلة بني إسرائيل، ولم يبق أحد يدنو منه إلا امرأته.
ذكر الماوردي هذه القصة في تفسيره عن الحسن مطولة في إحدى وعشرين سطرا، وقد رواها الطبري عنه في ثلاثة وأربعين سطرا، كما رواها عن وهب بن منبه مطولة جدا في حدود ثمان صفحات من القطع الكبير، وذكرها أكثر المفسرين في تفاسيرهم مطولة، ولم يعقبوا عليها بالرد مع أن أكثر ما ورد فيها كذب وباطل لا يليق أن ينسب إلى الأنبياء.
وقد اختصرها العز هنا في سطرين تقريبا، وما ذكره العز هنا من رمي أيوب عليه السلام على مزبلة بني إسرائيل ونفور الناس منه أمر لا دليل عليه من القرآن، ولم يرد به خبر عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو أمر لا يليق بنبي من أنبياء الله أن يصل إلى هذا المستوى من المهانة بأن يرمى على المزبلة وينفر الناس عنه، فأين عشيرته عنه أن تواسيه وتداويه وأين أتباعه المؤمنون به، فالله تبارك وتعالى يبتلي رسله بالمرض والألم وغير ذلك من صنوف البلاء، ولكن لا يبتليهم بما ينفر الناس عنهم فكان