كما يوجد إسقاط مركيتور لخطوط الطول والعرض على الصحيفة رقم (٣٢٤). وبعد ذلك رسمت خطوط الاتجاهات المتساوية للصلاة على كل من هذين الإسقاطين. كما هو مبين في الصحيفتين رقم (٣٢٥، ٣٢٦).
وهذه الخرائط يستطيع الشخص العادي الاستفادة منها في معرفة اتجاه الصلاة الصحيح في أي مكان يوجد فيه، وذلك أولا بتحديد مكانه على الخريطة، ثم بعد ذلك يقرأ المقدار العددي المكتوب على أقرب خط من خطوط الاتجاهات المتساوية للصلاة إلى هذا المكان. فيكون الرقم العددي هو الانحراف الدائري إلى مدينة مكة المكرمة من عند هذا الموضع. ثم باستعمال بوصلة مغناطيسية عادية يمكنه تحديد اتجاه الصلاة الصحيح بعد ذلك.
ولكن المنطقة المحيطة بمكة المكرمة عن قرب لا يزال يصعب بيان الخريطة فيها، ولذلك عملت المحاولة الثالثة التي سيأتي شرحها، فيما يلي:
في هذه الحالة، استعملنا إسقاطا جديدا، يجمع بين الإسقاط الأول الخاص للكرة الأرضية بالنسبة إلى مكة المكرمة، وبين الإسقاط المتعامد. وفي هذا الإسقاط نرسم خطوط الطول متوازية والمسافات التي بينها متساوية وتكافئ المسافات الفاصلة بينها عند خط الاستواء الأرضي. ثم نوقع عليها خطوط العرض بصورة تجعلنا نحتفظ بالانحرافات الصحيحة بين نقط تقابل هذه الخطوط مع خطوط الطول وبين مكة المكرمة، وعلى ذلك نستطيع أن نسجل هذه الانحرافات الدائرية على محيط الدائرة الخارجي لهذا الإسقاط. وفي هذه الحالة لا نحتاج إلى رسم خطوط الاتجاهات المتساوية للصلاة السابق ذكرها، بل نأخذ الانحراف المطلوب لأي مكان من الرقم المدون على محيط دائرة الإسقاط، كما هو الحال في خريطة العالم حول مكة المكرمة.
ولقد تم توقيع هذا الإسقاط كذلك باستعمال الجهاز الحاسب الإلكتروني، والشكل المرسوم في الصحيفة رقم (٣٢٨) يبين هذا الإسقاط في صورة دائرة.