وليس حب الرسول صلى الله عليه وسلم يتمثل فيما يقام من الاحتفالات بمولده، بل بطاعته فيما أمر به وتصديقه فيما أخبر به واجتناب ما عنه نهى وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع، وكذا بالصلاة عليه عند ذكره وفي الصلوات وفي كل وقت ومناسبة.
وليست الوهابية حسب تعبير الكاتب بدعا في إنكار مثل هذه الأمور البدعية بل عقيدة الوهابية: هي التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والسير على هديه وهدي خلفائه الراشدين والتابعين لهم بإحسان، وما كان عليه السلف الصالح وأئمة الدين والهدى؛ أهل الفقه والفتوى في باب معرفة الله، وإثبات صفات كماله ونعوت جلاله التي نطق بها الكتاب العزيز وصحت بها الأخبار النبوية. وتلقتها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقبول والتسليم. يثبتونها ويؤمنون بها ويمرونها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، ويتمسكون بما درج عليه التابعون وتابعوهم من أهل العلم والإيمان والتقوى وسلف الأمة وأئمتها، ويؤمنون بأن أصل الإيمان وقاعدته في شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وهي أصل الإيمان بالله وحده وهي أفضل شعب الإيمان.
ويعلمون بأن هذا الأصل لا بد فيه من العلم والعمل والإقرار بإجماع المسلمين، ومدلوله وجوب عبادة الله وحده لا شريك له والبراءة من عبادة ما سواه كائنا من كان، وأن هذا هو الحكمة التي خلقت لها الجن والإنس، وأرسلت لهم الرسل وأنزلت بها الكتب، وهي تتضمن كمال الذل والحب، وتتضمن كمال الطاعة والتعظيم، وأن هذا هو دين الإسلام الذي لا يقبل الله دينا سواه لا من الأولين ولا من الآخرين؛ فإن جميع الأنبياء على دين الإسلام وبعثوا بالدعوة إليه، وما يتضمن من الاستسلام لله وحده فمن استسلم له ولغيره أو دعاه ودعا غيره كان مشركا، ومن لم يستسلم له كان مستكبرا عن عبادته قال تعالى:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}(١)