للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من ينشق عنه القبر يوم القيامة، وأنا أول شافع وأول مشفع (١)»، فهذه الآية والحديث الشريف وما جاء بمعناهما من الآيات والأحاديث كلها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة، وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين ليس فيه نزاع بينهم، فينبغي لكل مسلم التنبه لهذه الأمور والحذر مما أحدثه الجهال وأشباههم من البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان.

أما الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي من أفضل القربات ومن الأعمال الصالحات، كما قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (٢)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا (٣)» وهي مشروعة في جميع الأوقات ومتأكدة في آخر كل صلاة، بل واجبة عند الكثير من أهل العلم في التشهد الأخير من كل صلاة، وسنة مؤكدة في مواضع كثيرة؛ منها ما بعد الأذان وعند ذكره صلى الله عليه وسلم، وفي يوم الجمعة وليلتها، كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة. هذا ما أردت التنبيه عليه نحو هذه المسألة وفيه كفاية إن شاء الله لمن فتح الله عليه وأنار بصيرته.

وإنه ليؤسفنا جدا أن تصدر مثل هذه الاحتفالات البدعية من مسلمين متمسكين بعقيدتهم وحبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ونقول لمن يقول بذلك: إن كنت سنيا ومتبعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهل فعل ذلك هو أو أحد من صحابته الكرام أو التابعين لهم بإحسان؟ أم هو التقليد الأعمى لأعداء الإسلام من اليهود والنصارى ومن على شاكلتهم؟


(١) صحيح مسلم الفضائل (٢٢٧٨)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٥٤٠).
(٢) سورة الأحزاب الآية ٥٦
(٣) صحيح مسلم الصلاة (٣٨٤)، سنن الترمذي المناقب (٣٦١٤)، سنن النسائي الأذان (٦٧٨)، سنن أبو داود الصلاة (٥٢٣)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ١٦٨).