للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حياة المريض من بدن إنسان آخر إليه مثل الكلية أو العين بدون ضرر محقق يلحق المتبرع؟

تقدم في مبحث نقل قرنية العين ذكر نصوص من الكتاب والسنة الصحيحة في إثبات الإيثار المرغب فيه شرعا، وذكر نقول عن العلماء في ذلك أيضا يتبين منها ضابط الإيثار المرغب فيه شرعا، وليس فيما ذكر ما يصلح دليلا على الإيثار بنقل عضو صحيح من مسلم أو ذمي حي إلى آخر، ولكن ذكر بعض علماء التفسير والسيرة والتاريخ منقبة في الإيثار لثلاثة من الصحابة رضي الله عنهم أصيبوا في موقعة أجنادين أو اليرموك وجيء إلى أحدهم بماء فآثر به أخاه، فلما عرض على الثاني آثر به الثالث فما وصل إليه الماء حتى مات، فلما أعيد إلى الثاني وجد ميتا، ولما أعيد إلى الأول وجد ميتا أيضا. وفيما يلي نقول في تفصيل هذه القصة تمهيدا للحديث عن ثبوتها، وفي الاستدلال بالقياس على ما جاء في متنها من الإيثار على تقدير ثبوتها: -

قال القرطبي في تفسير سورة الحشر:

السابعة: قوله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} (١)، في الترمذي عن أبي هريرة: أن رجلا بات به ضيف فلم يكن عنده إلا قوته وقوت صبيانه، فقال لامرأته: نومي الصبية وأطفئي السراج وقربي للضيف ما عندك، فنزلت هذه الآية {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} (٢)، قال: هذا حديث حسن صحيح. خرجه


(١) سورة الحشر الآية ٩
(٢) سورة الحشر الآية ٩