للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاعل ذلك أبو طلحة.

وذكر القشيري أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم، وقال ابن عمر: أهدي لرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس شاة فقال: إن أخي فلانا وعياله أحوج إلى هذا منا، فبعثه إليهم، فلم يزل يبعث به واحدا إلى آخر حتى تداولها سبعة أبيات حتى رجعت إلى أولئك فنزلت: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} (١) ذكره الثعلبي عن أنس قال: أهدي لرجل من الصحابة رأس شاة، وكان مجهودا فوجه به إلى جار له، فتداولته سبعة أنفس في سبعة أبيات، ثم عاد إلى الأول فنزلت: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} (٢) الآية. وقال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار يوم بني النضير: «إن شئتم قسمت للمهاجرين من دياركم وأموالكم وشاركتموهم في هذه الغنيمة، وإن شئتم كانت لكم دياركم وأموالكم ولم نقسم لكم من الغنيمة شيئا. فقال الأنصار: بل نقسم لإخواننا من ديارنا وأموالنا ونؤثرهم بالغنيمة. فنزلت {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ} (٣) الآية». والأول أصح. وفي الصحيحين عن أنس: «أن الرجل كان يجعل للنبي صلى الله عليه وسلم النخلات من أرضه حتى فتحت عليه قريظة والنضير، فجعل بعد ذلك يرد عليه ما كان أعطاه (٤)». لفظ مسلم.

وقال الزهري: عن أنس بن مالك: لما قدم المهاجرون من مكة إلى المدينة قدموا وليس بأيديهم شيء، وكان الأنصار أهل الأرض والعقار، فقاسمهم الأنصار على أن أعطوهم أنصاف ثمار أموالهم كل عام ويكفونهم العمل والمؤونة، وكانت أم أنس بن مالك تدعى أم سليم، وكانت أم عبد الله بن أبي طلحة كان أخا لأنس لأمه. وكانت أعطت أم أنس رسول الله صلى الله عليه وسلم عذاقا (٥) لها، فأعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أيمن مولاته، أم أسامة بن زيد. قال ابن شهاب: فأخبرني أنس بن مالك، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما


(١) سورة الحشر الآية ٩
(٢) سورة الحشر الآية ٩
(٣) سورة الحشر الآية ٩
(٤) صحيح مسلم الجهاد والسير (١٧٧١).
(٥) العذاق: بكسر العين جمع عذق بفتحها ومعناها النخلات.