للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الحافظ الهيثمي رحمه الله: (١).

وعن خبيب بن أبي ثابت، أن الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وعياش بن أبي ربيعة أصيبوا يوم اليرموك فدعا الحارث بشراب فنظر إليه عكرمة فقال: ادفعوه إلى عكرمة. فدفع إليه فنظر إليه عياش بن أبي ربيعة فقال عكرمة: ادفعوه إلى عياش. فما وصل إلى أحد منهم حتى ماتوا جميعا وما ذاقوه. رواه الطبراني وخبيب لم يدرك اليرموك، وفي إسناده من لم أعرفه). اهـ.

وقال أيضا: (٢).

وعن أنس بن مالك، «عن نبي الله صلى الله عليه وسلم: سلك رجلان مفازة عابد والآخر به رهق، فعطش العابد حتى سقط، فجعل صاحبه ينظر إليه وهو صريع فقال: والله لئن مات هذا العبد الصالح عطشا ومعي ماء لا أصبت من مال الله خيرا، ولئن سقيته مائي لأموتن. فتوكل على الله وسقاه وعزم، فرش عليه من مائه وسقاه فضله، فقام فقطعا المفازة، فيوقف الذي به رهق للحساب فيؤمر به إلى النار فتسوقه الملائكة، فيرى العابد فيقول: يا فلان، أما تعرفني؟ فيقول: ومن أنت؟ قال: أنا فلان الذي آثرتك على نفسي يوم المفازة. فيقول: بلى، أعرفك، فيقول للملائكة: قفوا. فيقفوا، فيجيء حتى يقف فيدعو ربه عز وجل فيقول: يا رب، قد عرفت يده عندي وكيف آثرني على نفسه، يا رب، هبه لي. فيقول: هو لك. فيجيء فيأخذ بيد أخيه فيدخله الجنة». فقلت لأبي ظلال: أحدثك أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. رواه الطبراني في الأوسط، وأبو ظلال وثقه البخاري وابن حبان، وفيه كلام. اهـ.


(١) ص ٢١٣ من جـ ٦ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد.
(٢) ص ١٣٢ - ١٣٣ من جـ ٣ من مجمع الزوائد ومنبع الفوائد.