للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن قتيبة:

وروى عبد الله بن بكر السهمي، عن حاتم بن أبي صغيرة، عن حبيب بن أبي ثابت أن الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وعياش بن أبي ربيعة جرحوا يوم اليرموك حتى انبتوا، فدعا الحارث بن هشام بماء ليشربه. فنظر إليه عكرمة. فقال: ادفعه إلى عكرمة. فنظر إليه عياش. فقال عكرمة: ادفعه إلى عياش، فما وصل إلى عياش حتى مات. ولا عاد إليهم حتى ماتوا، فسمي هذا حديث الكرام.

وهذا عندي موضوع؛ لأن أهل السيرة يذكرون أن عكرمة قتل يوم أجنادين وعياش مات بمكة والحارث مات بالشام في طاعون عمواس. انتهى من عيون الأخبار جـ ١ ص ٣٣٩ - ٣٤٠.

وقال العلامة شمس الدين ابن مفلح المقدسي في تعليقه على حديث إكرام الأنصاري ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم: وفيه الاحتيال والتلطف بإكرام الضيف على أحسن الوجوه، والحديث محمول على أنه لم يكن الأنصاري وأولاده في حاجة إلى الأكل بحيث يحصل الضرر بتركه وإلا لوجب تقديمهم شرعا على حق الضيف، وفيه الإيثار ممن لم يتضرر بأمور الدنيا (١).


(١) ص ١٩٤ ج ٣ الآداب الشرعية.