للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشرعية إلا ما اقتضى إعطاؤه حكما شرعيا استثنائيا يتفق مع العدل ودفع الظلم وآثاره.

وهذا هو الأصل في العقود طبقا للنصوص الشرعية من كتاب الله تعالى ومن سنة رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} (١) وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ} (٢) {وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا} (٣) {وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ} (٤) {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ} (٥) وقال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} (٦) وقال تعالى: {وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا} (٧).

وفي المنتقى عن عمرو بن عوف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «المسلمون على شروطهم إلا شرطا حرم حلالا أو أحل حراما (٨)» قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وفي كتاب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الذي كتبه إلى أبي موسى الأشعري: المسلمون عند شروطهم إلا شرطا أحل حراما أو حرم حلالا، والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا أحل حراما أو حرم حلالا.

ولا شك أن عقود الالتزام عقود تراض مشتملة على شروط اتفقت إرادتا طرفي العقد على الأخذ بها وبما اشتملت عليه من شروط وقيود


(١) سورة المائدة الآية ١
(٢) سورة البقرة الآية ٢٨٢
(٣) سورة البقرة الآية ٢٨٢
(٤) سورة البقرة الآية ٢٨٢
(٥) سورة البقرة الآية ٢٨٣
(٦) سورة المؤمنون الآية ٨
(٧) سورة الأنعام الآية ١٥٢
(٨) سنن أبو داود الأقضية (٣٥٩٤).