على رجالات التربية المسلمين أن يعيدوا النظر في السياسة التربوية الإسلامية في حرص وأمانة، لأنها في وضعها الراهن، لا تهدف إلى إيجاد نشء يستطيع النهوض بأمته المبتلاة بقيادات مارقة ارتوت من مستنقع الثقافات الكافرة، من رأسمالية وشيوعية. إن الهدف من التربية بين ظهرانينا هي تكوين موظفين ليس لهم أي هدف سام، أو فلسفة واضحة في هذه الحياة. لذا فقد غدا من المحتم على كل مسلم عامل في حقل التربية، دراسة الخطط والمناهج والأساليب في التعليم حتى نتمكن من إعداد نشء قادر على تحمل المسؤولية وانتشال أمتنا من أوحال الجاهلية إلى سماحة الإسلام العظيم.
أما التربية الإسلامية في أمريكا فليست بأفضل حال منها في ديار الإسلام، فلقد تدهورت أخلاق النشء المسلم في أمريكا، بحيث أصبح من الصعب تمييز جلهم عن سائر شباب أمريكا، الذين قال فيهم رئيسهم الأسبق كنيدي:" إن مستقبل أمريكا في خطر لأن شبابها مائع منحل غارق في الشهوات لا يقدر المسؤولية الملقاة على عاتقه. . " إن الجيل المسلم في أمريكا يعب من المستنقع الأمريكي القذر، ويعتمد كلية على التربية التي يقدمها ذلك المجتمع الفاسد، التربية الأمريكية الهابطة التي انتقدها المستر ليمان بقوله:" إنها لا تخلق ثقافة، ولا مجموعة مشتركة من المبادئ ولا تهذيبا أدبيا أو ذهنيا مشتركا ".
ولقد عز على الآباء والأمهات والمربين المسلمين في أمريكا أن يروا أبناءهم ينحرفون وسط تيار الكفر الأمريكي ويعيشون عيشة البهائم، ليس لهم هم سوى أن يسدوا جوعاتهم ويشبعوا غرائزهم، وينطلقوا وراء الشهوات والملذات، ويصاحبوا الأشقياء والمجرمين الذين يعج بهم المجتمع الأمريكي الوضيع، فتنادوا إلى إنقاذ من يستطيعون إنقاذه من هؤلاء الأبناء، وأيقنوا أن العلاج يكمن في تربيتهم تربية إسلامية تقيهم شر الانزلاق في الرذائل التي تطغى على المجتمع الأمريكي برمته، أيقنوا أن