الوقاية تكمن في غرس التربية الإيمانية في نفوس أولئك الأبناء وتنشئتهم عليها، لكونها منبع الفضائل والركيزة الأساسية لدخول النشء في حظيرة الإيمان قبل أن يغرق في مستنقع الكفر والفساد الذي أصبحت جماهيره الغفيرة تحيا ليومها وتذهل عن آخرتها وتكدح لمآربها القريبة، أيقن أولئك الآباء والمربون أن المعاهد الإسلامية وحدها هي القادرة على تزويد أبنائهم بالتربية الدينية التي تهدف إلى النمو الروحي والتهذيب النفسي وتعويدهم على العادات الصالحة والأخلاق الفاضلة والمثل الكريمة. ذلك أن الإسلام هو العاصم الوحيد من الشذوذ والانحراف خاصة في بيئة كالبيئة الأمريكية فهو يعمل على تهذيب الغرائز وتشذيب الرغبات وطهارة النفوس وصيانتها من الانحلال وعدم تلوثها بالآثام والمغريات التي يطفح بها مجتمع أمريكا.
ولقد نجحوا، إلى حد ما، في تأسيس المعاهد الإسلامية التي انبثقت وتركزت في المساجد، فلا تكاد تجد مسجدا من مئات المساجد المنتشرة في كافة أرجاء أمريكا، إلا وفيه مدرسة تتولى تعليم المسلمين صغارا وكبارا أمور دينهم، خاصة فيما يتعلق بتدريس القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والسيرة النبوية العطرة والتاريخ الإسلامي المشرق واللغة العربية والعبادات والأخلاق الإسلامية.
وبعد أن كان أعداء الإسلام يستخدمون ترجمة معاني القرآن الكريم لمحاربته، أصبحت تجد من يترددون على تلك المعاهد الإسلامية يتصدون لأولئك الأعداء ويفحمونهم بما لديهم من علم حقيقي بمعاني ذلك الكتاب الكريم. وبعد أن كانت الصورة التي ارتسمت في أذهان الأمريكان عن الإسلام تبعث على الخجل، بعد هذا تغيرت الصورة نوعا ما بفضل الله ثم بفضل المعاهد الإسلامية التي نجحت في إعطاء الصورة الحقيقية الوضاءة للإسلام.