وبما أنني وجدت المكتبة الإسلامية فقيرة بالكتب التي تعالج أمور المسلمين في أمريكا، وبما أنني لم أعثر فيما نقبت عنه واطلعت عليه، على كتاب يعالج واقع ومشكلات وتاريخ التربية الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية، وبما أن الله جلت قدرته قدر لي أن أمارس التربية الإسلامية عمليا في العديد من بيوت الله في كثير من مدن القارة الأمريكية على مدى ثماني سنوات، لهذا جاء اهتمامي بهذا الجهد المتواضع، وأنا أردد مع العتابي قوله:" من وضع كتابا فقد استهدف للخصوم واستشرف للألسن إلا عند من نظر فيه بعين العدل وحكم بغير الهوى وقليل ما هم " غير أني وإن كنت أطمح من عملي هذا أن يكون حافزا للغيورين من أبناء هذه الأمة على مزيد من الخوض الواعي في أحوال التربية الإسلامية لدى مسلمي أمريكا وغيرها، وإن كنت أطمح أن أسمع كل نقد بناء هادف من أي مسلم يهمه أمر التربية الإسلامية في أيامنا هذه، إلا أني - والله يشهد - لأطمح من عملي هذا أكثر من هذا وذاك، أطمح أن يجعل الله سبحانه وتعالى هذا خالصا لوجهه الكريم، وأن يتقبله مني يوم العرض عليه، إنه أفضل مأمول وأعظم مسؤول.