للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المستمرة من المسلمين الذين عرفوا سوء نواياهم (١). فما كان من هؤلاء المبشرين إلا أن غيروا من أسلوب تعاملهم مع المسلمين، فانتقلوا إلى مشاريع أكثر عملية، مثل إنشاء المدارس والمستشفيات التي استطاعوا أن يتستروا وراءها لنشر سمومهم في ديار المسلمين، والتي لازلنا نعاني منها حتى اليوم. إذ لا يخلو أي من ديار المسلمين من العديد من المستشفيات والمدارس التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.

وقبل ذلك وبعده جاء اهتمام المسلمين بأمريكا على المستويين الرسمي والشعبي، ففي سنة ١٧٨٧ اعترفت المغرب رسميا باستقلال الولايات المتحدة، فكانت بذلك أول دولة في العالم تفعل ذلك. كما وقع الملك محمد الثالث اتفاقية صداقة وتعاون مع جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية. وجاء في رسالة جوابية من الملك محمد الثالث إلى جورج واشنطن ما يلي: -.

إلى فخامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

السلام على من اتبع الهدى.

استلمنا رسالتكم مقرونة بمعاهدة السلام التي أرسلتها إلينا، وكتبنا إلى كل من تونس وطرابلس بخصوص التماسكم، وسوف تلبى رغبتكم بمشيئة الله (٢).

وفي سنة ١٨٤٠م وصل إلى نيويورك أحمد بن نعمان كممثل خاص لسلطان مسقط سيد سعيد حاملا معه هدية للرئيس الأمريكي مارتن فان بيرن merten van burn مكونة من بهارات وقهوة وعاج وبلح وسجاد فارسي (٣).

وفي سنة ١٨٥٦م وصل على ظهر سفينة ثلاثة وثلاثون جملا اشترتها أمريكا من الشرق لتسهل مهام التنقل في الولايات الجنوبية الغربية (٤). وفي


(١). kayal، philip؛ joseph. The syria- lebanese in america twayne publishers boston. P. ١٨.
(٢) . mehdi، p. ٥٩.
(٣) . magobian، p. ١٠٣.
(٤) . ibid p. ١٠٤.