للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولقد استقرت نصف هذه الموجات من المغتربين في الولايات الجنوبية التي ترحب بالأيدي العاملة في مجال الزراعة. وكثير منهم أصبحوا مزارعين ناجحين في ولاية جورجيا georgia وتناسي tenesee ومسيسيبي messessippi ونيومكسيكو new mexico وأريزونا arizona. وحوالي ربع هؤلاء المهاجرين الأوائل استقر على الشواطئ الشرقية في كل من نيوريوك new york ونيوجيرسي new jercey وبنسلفانيا pennsiylvania وولايات نيوانجلاند new england. أما الربع الباقي فقد عمل إما في التجارة أو في مصانع السيارات في ولايات الغرب الأوسط مثل الينوي illinois وانديانا indiana وأيوا iowa وميشيغان michigan وأهايو Ohio.

ومما يميز هجرة هؤلاء المسلمين عن هجرات الأوربيين إلى أمريكا في تلك الفترة المبكرة. أن المهاجرين من أوربا قد اضطروا إلى الهجرة إلى أمريكا بسبب ضغوط دينية وسياسية فنزحوا مع عائلاتهم يغمرهم شعور بالمرارة، أما المسلمون فالغالبية العظمى منهم هاجروا بشكل فردي وبقوا على اتصال دائم وحنين لا يخبو إلى أهليهم وديارهم.

ولقد كان تمسك الناس بالإسلام في تلك الأيام سببا رئيسيا في عزوف الكثيرين عن الهجرة إلى أمريكا. ففي غضون ثلاثين سنة، من سنة ١٨٦٩ - ١٨٩٨ لم يهاجر من تركيا، على سبيل المثال، سوى ٢٠٦٩٠ شخصا (١). روت إحدى السيدات في ديترويت detroit القصة الطريفة التالية، قالت: " في سنة ١٨٨٥م قرر والدي اصطحاب بعض أصدقائه إلى أمريكا، فاشترى تذكرة وصعد إلى القارب. غير أنه اقترب من الربان فجأة ليسأله عما إذا كان يوجد مساجد في أمريكا أم لا. وعندما أخبره الربان أن لا مساجد في أمريكا على الإطلاق، خشي أن يهاجر إلى بلاد الكفر تلك، وأسرع بمغادرة القارب على الفور (٢).

وبالفعل فقد جابهت المسلمين الأوائل الذين هاجروا إلى أمريكا مشكلات صعبة في المحافظة على دينهم، فقد عانوا من التمييز ضدهم في


(١). hagobian، p. ٥.
(٢) . ibid p. ٩.