ومن أحدث الأمثلة على التحيز ضد المسلمين قضية أذان مسجد ديربون dearborn في ولاية ميشيغان michigan ففي سنة ١٩٧٩ قدمت خمس وعشرون شكوى من المجاورين لمسجد ديربون - بعضها من العرب المارقين - تزعم أن صوت المؤذن في مكبر الصوت يزعجهم وأطفالهم، فقدم ثلاثة من مسؤولي المسجد للمحاكمة، واستغرب المسلمون لماذا لم تقدم أية شكوى ضد الإزعاج الحقيقي لأصوات أجراس الكنائس النصرانية، وهدير القطار المزعج عند الصباح الباكر. وبعد عدة جلسات ألغيت الشكاوي وسمح للمؤذن ثانية أن ينادي " الله أكبر " خمس مرات في اليوم ورغم كل هذا فقد استمر تدفق المسلمين إلى أمريكا فعلى سبيل المثال شهدت الفترة ما بين ١٩٤٥ - ١٩٧٧ م وصول ما يزيد على مائة ألف مسلم إلى الشواطئ الأمريكية أتوا من العراق ومصر واليمن وفلسطين والمغرب وسوريا ولبنان وغيرها من ديار الإسلام التي قدر لها أن تعاني الكثير سياسيا واقتصاديا. ومما يعتبر خسارة حقا للعالم الإسلامي أنه كان من بين هؤلاء المهاجرين العديد من الفنيين والأطباء والمهندسين والفيزيائيين الذين اضطروا إلى الهجرة إلى أمريكا. فما بين سنة ١٩٦٢ - ١٩٦٩ م مثلا، بلغ عدد من اضطروا إلى الهجرة من هذا الصنف من المثقفين كما يلي: مصر ٩٣١٥، لبنان ٨١٩٣، الأردن وفلسطين ٩٥٤٠، العراق ٤١٩٢، سوريا ٢٤٠٠، مراكش ٢٤٧٣، تونس ٤٩٠، الجزائر ٩٨٣ وعلى هذا فقس هذا وقد بلغت هجرة هذه العقول المفكرة ذروتها ما بين سنة ١٩٦٨ - ١٩٧١م (١) ولا يخفى ما في هذا من الخسارة للعالم الإسلامي والإثراء للمجتمع الرأسمالي الكافر في أمريكا وما فاروق الباز، المساهم في قاعدة الفضاء في أمريكا، والمهندس الباكستاني المسلم الذي صمم أعلى بناية في العالم sears tower في شيكاغو، إلا بعض الشواهد على هذه الهجرة. وتزداد المصيبة جسامة إذا علمنا أن ثلثي من جاءوا من العالم الإسلامي للدراسة في أمريكا قد تزوجوا من نصرانيات ليضافوا إلى الأدمغة المفكرة التي مرر لها أن تغادر ديار