للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإسلام. ويقدر عدد الطلاب المسلمين الذين دخلوا أمريكا خلال عقد واحد من ١٩٥٧ - ١٩٦٧ م بخمسين ألفا (١). .

وسوء الأوضاع السياسية في فلسطين مثلا اضطر الكثيرين إلى الهجرة إلى أمريكا غير عارفين أين سينتهي بهم المطاف، والقصة الطريفة التالية إحدى الشواهد على ذلك: " لدى وصول محمد أبو حوى من فلسطين إلى نيويورك سنة ١٩٠٣، سأله ضابط المهاجرة: إلى أين أنت ذاهب؟ وبما أنه لم يكن يعرف ذلك، ما كان منه إلا أن سأل الضابط بكل صراحة: أين يعيش ملك هذه البلاد؟ فأخبره الضابط أنه لا يوجد ملك في أمريكا، ولكن يوجد لها رئيس يعيش في واشنطن وبنفس البساطة قال محمد: إذن فأنا أذهب إلى واشنطن، إذا كان ذلك يرضي الرئيس، فهو يرضيني أيضا. وذهب إلى واشنطن وهو ابن سبعة عشر عاما ليصبح بعد فترة رجل أعمال كبير، يساهم بأكبر دعم مالي لبناء المركز الإسلامي الذي أسس هناك فيما بعد (٢).

هكذا بدأت، ولا زالت مستمرة، هجرة المسلمين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حتى إن بعض الباحثين علق على ذلك بأن المسلمين بطبيعتهم يحبون الهجرة فهم منذ أيامهم الأولى قد هاجروا إلى الحبشة غير أن علينا أن نلاحظ الفرق الجوهري بين تلك الهجرة وهذه، فالأولى كانت خالصة في سبيل الله، ولذلك عندما علم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أحد المسلمين كان قد هاجر لغرض دنيوي قال: «من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هجر إليه (٣)» وغني عن البيان أن هجرة المسلمين إلى أمريكا ما هي إلا من النوع الثاني ولا يجرؤ أحد أن يقول أن هجرته كانت لله ورسوله، رغم أن أعدادا قليلة جدا من مسلمي أمريكا،


(١). ibid p. ١٣٩.
(٢) . abraham arabs in the new world. P. ٦٧.
(٣) رواه البخاري في الإيمان وبدء الوحي، ومسلم في الإمارة