للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإنجليزية على أحدث المستويات لمن يرغبون في ذلك خاصة لمن يرغبون في الالتحاق بالجامعات، غير أن هذا المعهد يتميز عنها جميعا بتهيئة الفرص لتعليم اللغة الإنجليزية في جو إسلامي خالص.

ولقد جربت بنفسي افتتاح مدرسة إسلامية في نيويورك، أطلقت عليها اسم مدرسة الأقصى في مدينة بروكلين سنة ١٩٧٦، واخترت " مسجد المسلمين " ليكون مقرا لها لتوسط موقعه بالنسبة للكثيرين من المسلمين في هذه المدينة وخصصت للمدرسة سيارة نقل. وكان الطلاب يدرسون خمسة أيام أسبوعيا من السبت حتى الأربعاء، من الساعة الثامنة حتى الثانية عشر ظهرا، حتى إذا أذن لصلاة الظهر توضئوا وصلوا في جماعة، ثم تناولوا غداءهم الذي كانت تتبرع به مدينة بروكلين، وكان للمدرسة ممرض، كما كان لها مدرب كاراتيه. وبالرغم من عدم تشجيع أولياء أمور الطلاب لهذه المدرسة، إلا أني كنت ألمح السعادة على وجوه الطلاب وهم يعيشون جوا إسلاميا خالصا. وكان أمام هذه المدرسة عقبتان هامتان: إحداهما قلة الموارد المالية التي تعطي رواتب المعلمات وأجور النقل. وثانيهما عدم وعي الآباء على أهمية المدرسة بالنسبة لأبنائهم حيث إن معظمهم يلهث وراء متاع الدنيا الرخيص، غير عابئ إن درس ابنه في مدرسة إسلامية أو أمريكية، فكلاهما عنده، لجهله، سواء، وهاتان مشكلتان لدى كل المدارس الإسلامية في أمريكا دون استثناء، ويتوقف تذليلهما على مزيد من الجهد من المسلمين الغيورين في تلك القارة.

إن الخشية من تأثير الثقافة الأمريكية، والحذر من تأثير النصرانية على الجيل الناشئ، زادت من الحاجة إلى معاهد التربية الإسلامية، ليس من أجل أطفال المسلمين المهاجرين وحدهم، بل من أجل الأمريكان الذين خرجوا من ظلمات الرأسمالية الأمريكية إلى نور الإسلام، والذين أصبحوا يتلمسون بكل شغف مختلف الطرق لانتشال أبنائهم من