ضلالات المدارس الأمريكية. ومن هؤلاء من سحب أبناءه من المدارس الأمريكية ليضعهم في مدارس متواضعة ذات صيغة إسلامية. وفي زيارة قمت بها للمدرسة الإسلامية التابعة لمسجد العصر في مدينة ديترويت سنة ١٩٨١، شاهدت صفوف البنين منفصلة عن صفوف البنات في غرف متواضعة ومقاعد دراسية بسيطة والمعلمات يدرسن القرآن الكريم واللغة العربية، والجميع؛ مديرا ومدرسين ومدرسات وطلابا، من المسلمين الأمريكان السود. وتشتمل المدرسة على ستة صفوف، تمثل المرحلة الابتدائية كاملة. والجميع يرتدون الزي الإسلامي. ولقد تبادر إلى ذهني أن جهود قد تضيع سدى إن هم أرسلوا أبناءهم وبناتهم مرة ثانية إلى المدارس الأمريكية العامة، لأن مدرستهم تلك لا يتجاوز مستواها المرحلة الابتدائية. غير أن مدير المدرسة أزال من خاطري ذاك الهاجس، وأوضح لي ما يبعث على الإعجاب والتقدير لهؤلاء الآباء، وما يصلح أن يكون أنموذجا يحتذى من قبل كل الآباء المسلمين في أمريكا، فقال: صحيح أن مدرستنا هذه ابتدائية، ولكن مجموعتنا لها مدارس إعدادية وثانوية في كل من كندا ونيويورك، وبكل رضى يرتحل أهل الطالب أو الطالبة معه إلى هذه المدارس حتى لا يغرقوا في أوحال المدارس الأمريكية التي خبرناها بأنفسنا سنوات طوال. ومما يبعث على الارتياح أن سائر أفراد مجموعتنا متعاونون كالجسد الواحد، فنحن نشعر أننا أقلية وأن على كل واحد منا أن يمد يد العون للآخرين، ولذلك لا نجد أية صعاب عندما نترك ديترويت ونذهب إلى نيويورك أو كندا من أجل تلقين أبنائنا التربية الإسلامية الصحيحة. ونحن بعملنا هذا نكون قد حققنا هدفين: أحدهما وهو الأهم، أننا وفرنا لأبنائنا البيئة الإسلامية الصالحة، وثانيهما أننا جنبناهم مساوئ التمييز العنصري في المدارس الأمريكية، ذلك أن الخدمات التربوية في أمريكا لا تقدم للجميع على حد سواء فعلى سبيل المثال حكمت المحكمة العليا سنة ١٨٩٦ في قضية تربوية بأن فصل