البيض عن السود في المدارس لا يعتبر مخالفة للدستور، لذلك فإن العديد من الولايات الجنوبية ذات الأغلبية السوداء كان حظها من الميزانية أقل بكثير من حظ الولايات ذات الطلاب البيض، وبقي الأمر كذلك إلى أن ألغي بقرار من نفس المحكمة سنة ١٩٥٤ (١).
وأثناء تدريسي التربية الإسلامية واللغة العربية في " أكاديمية المسجد " mosque academy التابعة للحزب الإسلامي في شمال أمريكا ( i. p. n. a.) islamie oarty in north america في واشنطن العاصمة، عايشت أنموذجا فريدا في استطاعة المسلمين الاعتماد على أنفسهم في تكوين معاهد إسلامية مستقلة استقلالا تاما. فإذا ما دخلت المدرسة لفت نظرك تعاون كافة أعضاء الحزب من أجل إنجاحها، ولذلك تجدهم يحضرون أبناءهم صباحا ويأتون لأخذهم بعد نهاية الدوام. وتلمح على أعضاء الحزب الثقة الزائدة بالنفس التي تزايدت عندهم باعتناقهم الإسلام، والمدرسة تدرس كافة المواد التي من المفروض أن تدرسها المدرسة الأمريكية ولكن في جو إسلامي خالص، علاوة على تدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية. وتشجيعا من الآباء لأبنائهم، ورغبة منهم في مزيد من الثقافة الإسلامية، فقد كان هؤلاء يحضرون دروسا خاصة بالكبار، رجالا ونساء كل على حدة، في المساء وفي نهاية الأسبوع. والجميع يرتدون الزي الإسلامي في المدرسة وخارجها. وهناك درس للكبار عقب صلاة الفجر مباشرة يتدارسون فيه القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف وأصول الدعوة وأفضل الطرق لدعوة نصارى الأمريكان على الإسلام. وإن زيارة واحدة لهذه الأكاديمية تجعلك تنسى نفسك أنك في المستنقع الأمريكي، بل تشعر أنك في عالم آخر، عالم إسلامي متميز تربويا واجتماعيا واقتصاديا. ونتيجة للتعاون الوثيق بين سائر أفراد الحزب فإن المدرسة تجري بكل انتظام وبذلك فقد اطمئن أفراد هذا الحزب، وكلهم من الأمريكان السود، إلى أن أبناءهم يتلقون تربية إسلامية خالصة بعيدة عن
(١).٤٧ abraham، the arab world؛ the arab americana، p