للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعقيدات ومشاكل مدارس الكفر المحيطة بهم.

ولعل الحرص الزائد على الأبناء هو أهم ما يميز الذين اعتنقوا الإسلام من الأمريكان عن المسلمين الذين هاجروا إلى أمريكا من ديار الإسلام.

ذلك أن الأمريكان الذين هداهم الله لاعتناق الإسلام أدرى من غيرهم بمساوئ ومحاذير البيئة الأمريكية، ولقد كانوا أنفسهم متورطين في ذلك قبل أن يذوقوا حلاوة الإسلام، لذلك فهم حريصون على عدم انجراف أبنائهم في تيار ذلك المجتمع الفاسد، وأسلم طريقة لذلك اختيار المدرسة الإسلامية التي تلقن أبناءهم أسمى الأخلاق. أما المسلمون الذين هاجروا إلى أمريكا فتجدهم أقل إدراكا لخطورة المدارس الأمريكية، يقول صاحب " السوريون في أمريكا " The Syrians in America هناك عدد قليل من الأطفال السوريين يؤمون المدارس الخاصة. وغالبيتهم تفضل المدارس العامة. وقد صرح أحد أولياء أمور الطالبات أنه يريد إرسال ابنته إلى المدارس الخاصة لأن المدارس العامة تدرس الرقص (١).

لا يستويان، لا يستوي من يريد أن يرسل ابنته إلى المدرسة الإسلامية الخاصة تهربا من حصة الرقص، بمن يريد أن يفر إلى المدرسة الإسلامية لأنه خبر ما في المدرسة الأمريكية من فسق وفجور، من زنا ولواط، من شرب للخمور وتدخين للحشيش والمروانا، بين الطلاب أنفسهم من جهة وبين الطلاب ومعلميهم من جهة أخرى. ولعل من لا يعرف المدرسة الأمريكية، وهي صورة صادقة لذلك المجتمع، بحاجة إلى أن يعلم بعضا من الآفات الخطيرة التي تفوح رائحتها من المدرسة الأمريكية، فعلى سبيل المثال حوكم معلم في ديترويت لأنه وجد يلوط بأحد الطلاب في مكتبة في المدرسة ولدى استجوابه اعترف بأنه الطالب رقم ٣٦ الذي يفعل معه فعلته النكراء تلك في ذلك العام. واكتفى مدير مدرسة في آن آربر بتنبيه مجموعة من الطلاب تتعاطى الحشيش في مكان غير مسموح به في المدرسة،


(١) Hitti، Philip K.، The Syrians In America، George H. Doran Company، New York، p. ٩١.