للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كل ذلك عندما أرادت أن تحقق لنفسها توسعا إقليميا وسياسيا تنافسيا مع الدول الغربية، وكثيرا ما كان العسكريون الإنجليز يحضون حكوماتهم على بث المنصرين في العالم. وجاء كثير من أفراد المنصرين إلى الشرق من منطلقات وطموحات شخصية.

وقد كتب رشيد الخوري في العصبة الأندلسية عام ١٩٤٧ م، ع ٤ متألما من أمثال هؤلاء (١). وأمثال هؤلاء هم الذين عناهم " حسب " عند حديثه عن التنصير في سورية. وفي ذلك يقول: " إن بعض هذه الأديرة كان مقرا للفاحشة ".

إذن فالأهداف السياسية هي المحرك الأساسي لحركة التنصير، وإن هذا الهدف السياسي هو إضعاف المسلمين ليكونوا أداة طيعة في أيدي الشرق والغرب والصهيونية العالمية.

ولعل الإنسان يعجب إذا علم أن لليهود أصابع وبصمات بارزة في هذا المجال إذ أن العامل الأول في تطوير سلاحي الاستشراق والتنصير في القرنين التاسع عشر والعشرين عائد إلى اليهود الذين تظاهروا باعتناق النصرانية لهدمها من الداخل ومن ثم الزحف على أي قوى روحية دينية أخرى عند الإنسان، أي الدين عموما. ووجهوا الحكومات الغربية ضد الدين (٢).

إضافة إلى ذلك نجد - مثلا - أن صمويل زويمر، الذي عمل في


(١) المرجع نفسه، ص ٣٥.
(٢) أسد: ٤٣.