للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- فقد شاهدنا ما كنا قبل نسمعه، ووصلنا إلى الزمان الذي كنا نحذره ونتوقعه، وحل بنا ما لم (١) نزل نهابه ونفزعه، من استعلاء الجاهلين، وظهور الخاملين، وخوضهم بجهلهم في الدين، وقذفهم بوصفهم الذي ما زالوا به معروفين، السادة من العلماء والأئمة المنزهين، وبسطهم ألسنتهم بالوقيعة في الصالحين، وإن الذنب بهم ألحق، والذم إليهم أسبق، والقبيح بهم ألصق، والعيب بهم أليق.

- وما سبيلهم فيما قصدوه، من الطريق الذي سلكوه، وظنهم الكاذب الذي يوهموه، وقولهم الباطل إذ أذاعوه، إلا ما أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق البزاز قال: أنشدنا أحمد بن كامل قال: أنشدنا أبو يزيد أحمد بن روح البزاز قال: أنشدنا عبيد بن محمد العبسي في ابنه:

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... فالناس أضداد (له) (٢) وخصوم

كضرائر الحسناء قلن لوجهها ... حسدا وبغيا إنه لذميم

وترى اللبيب محسدا لم يجترم ... شتم الرجال وعرضه مشتوم

- وأخبرنا ابن رزق أيضا قال: أنشدنا أحمد بن كامل قال: أنشدنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة قال: أنشدنا علي بن محمد المدايني:

إن الغرانيق نلقاها محسدة ... ولا نرى للئام الناس حسادا


(١) قوله (لم) أضفناها وهي موجودة في الهامش وكتب فوقها " صح ".
(٢) في الأصل " لهم " وما أثبتناه موجود في الهامش وكتب عليه " صح "، وهكذا هو في الديوان أيضا.