للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ففي بعض ما ذكرنا من معالم الشافعي ما يوجب الحسد والكذب عليه.

- وما الذي يضره ويقدح فيه، من جهل عدو ومناوئيه (١)، مع تولي رب العالمين لنصرته، وإرادته في السابق إظهار كلمته.

أبى الله إلا رفعه وعلوه ... وليس لما يعليه ذو العرش واضع

وما يتعدى الحاسد فعله، ولا يضر كيده إلا نفسه.

- أنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري قال: أنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى بن المرزباني ثنا عبد الله بن محمد بن أبي سعيد البزاز قال: أنا أحمد بن أبي طاهر قال حدثني حبيب بن أوس قال: قال رجل لابنه: يا بني إياك والحسد، فإنه يتبين فيك، ولا يتبين في عدوك. ولو أن رعاع التبع، وأسرى حبالة الطمع (٢)، شغلتهم عيوبهم، وأهمتهم ذنوبهم، وأعينوا من الله بالتوفيق وحسن البصيرة، لأسقط أهل العلم عن أنفسهم مؤنا كثيرة، من تكلفهم إزالة أكاذيبهم، وكشفهم (٣) شبه زخارفهم وأعاجيبهم، لكن لم يرد الله بهم خيرا فخذلهم، وعن دفع (٤) الحق بالباطل الذي لا ينفعهم شغلهم، ونحن نعوذ بالله من غضبه وخذلانه، ونسأله التوفيق لما يؤدي إلى رحمته ورضوانه.

أخبرني بكر بن أبي الطيب الحرجرائي ثنا محمد بن أحمد المفيد ثنا عبد الصمد بن محمد قال: سمعت أبا تراب النخشبي يقول: إذا ألف القلب الإعراض عن الله صحبه الوقيعة في أولياء الله.

أنبأنا عبد العزيز (٥) بن أبي الحسن القرميسيني ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم بن كثير ثنا الفيض بن إسحاق قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: تكلمت فيما لا يعنيك فشغلك عما يعنيك، ولو شغلك ما يعنيك


(١) في الأصل: مناويه.
(٢) في الأصل طمس في الكلمات من إصابة ماء. وأسرى: جمع أسير ويجمع على أسارى.
(٣) في الأصل تخرق في الموضعين، والذي ذكرته هو ما ملت إليه مع غلبة الظن.
(٤) في الأصل تخرق في الموضعين، والذي ذكرته هو ما ملت إليه مع غلبة الظن.
(٥) غير واضحة في الأصل.