للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البخاري لم يرو نازلا وهو عنده عال إلا لمعنى

إن البخاري لم يرو في الصحيح حديثا نازلا وهو عنده عال إلا لمعنى في النازل لا يجده في العالي، أو يكون أصلا مختلفا فيه، فيذكر بعض طرقه عاليا ويردفه بالحديث النازل متابعة لذلك القول، فأما أن يورد الحديث النازل وهو عنده عالي لا لمعنى يختص به، ولا على وجه المتابعة لبعض ما اختلف لبعض ما اختلف فيه فغير موجود في الكتاب.

وحديث أبي إسحاق الفزاري فيه بيان الخبر وهو معدوم في غيره، وأنا أسوقه ليوقف على صحة ما ذكرته.

حديث مدعم وتخريج الخطيب له

أنبأنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي بنيسابور ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا معاوية بن عمرو (١) عن أبي إسحاق عن مالك بن أنس قال: حدثني ثور (٢) أخبرني سالم مولى ابن مطيع أنه «سمع أبا هريرة (رضي الله عنه) يقول: افتتحنا خيبر فلم نغنم ذهبا ولا فضة إنما غنمنا الإبل والبقر والمتاع والحوائط ثم انصرفنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى وادي القرى، ومعه عبد له يقال له " مدعم " وهبه له أحد بني الضباب فبينما هو يحط رحل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه


(١) ما بين القوسين ليس في صلب المخطوطة وإنما كتب بالهامش وكتب عليه صح.
(٢) هو: ثور بن زيد الديلي، المدني، ثقة من السادسة مات سنة خمس وثلاثين.
(٣) الحديث بهذا اللفظ عند البخاري في كتاب المغازي باب غزوة خيبر. وسيمر معنا من رواية ثانية بالعنعنة عاليا إن شاء الله تعالى. قال ابن طاهر: والسر في ذلك أن في رواية أبي إسحاق الفزاري وحده عن مالك: حدثني ثور بن زيد، وفي رواية الباقين: عن ثور والبخاري حرص شديد على الإتيان بالطرق المصرحة بالتحديث اهـ. (الفتح ٧: ٤٨٨). قوله " وادي القرى ". قوله " عائر " أي لا يدري من رمى به، وقيل هو الحائد عن قصده. قوله " الشملة " كساء يشتمل به الرجل. قوله " لتشتمل عليه نارا " وذلك لأنه أخذها من الغنيمة قبل القسمة وهو الغلول الذي أوعد الله عليه قال الله تعالى: (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة) " الكرماني ١٦: ١٠٨ " ويحتمل أن يكون - أي الاشتعال - ذلك حقيقة، بأن تصير الشملة نفسها نارا فيعذب بها، ويحتمل أن يكون المراد: أنها سبب لعذاب النار وكذا القول في الشراك الآتي ذكره. " فتح الباري ٧: ٤٨٩ ". قوله " بشراك أو بشراكين " الشراك: سير النعل على ظهر القدم.
(٤) في صحيح البخاري " ولم ". (٣)
(٥) في صحيح البخاري " إنما غنمنا البقر والإبل. . . ". (٤)