للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ} (١).

{يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا} (٢).

{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} (٣).

وهنا قد يقول بعضهم إن أمثال هذه المشاهد والأحداث يقع نظيره في عالم اليوم، بيد أن هذا الاعتراض، يمكن الرد عليه، بأن مشاهد القيامة وأحداثها مختلفة كما قلنا كيفا وحقيقة، ومظهرا عما هو قائم بيننا اليوم في الحياة الدنيا، ويضاف إلى هذا: أن الحديث هنا عن مشاهد يوم القيامة يمثل الظواهر والأحداث العامة التي لا استثناء فيها إلا بإرادة الله الخالق، الحاكم سبحانه. بينما نجد في عالم اليوم مظاهر لا تحصى من انفراط عقد أحكام العدل والنظام، ودليل هذا، أن آلافا مؤلفة من المجرمين في شتى بقاع العالم يسرحون ويمرحون، بل قد يلقون من آيات التقدير والعرفان، وظواهر الإكبار والثناء، ما لا يجده المخلصون الحقيقيون. أما في يوم القيامة فالأمر مختلف، والعادل الرحيم سوف ينصب الميزان القسط ولن يقع فيها جور ولا حيف بأي حال من الأحوال؛ لأن ربنا العظيم الرحيم، قد أعلمنا، وأخبرنا بأنه:

{لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (٤).

وأخبرنا قائلا:

{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا} (٥).

وقائلا:

{فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (٦).

والآيات في هذا كثيرة ووفيرة.


(١) سورة إبراهيم الآية ٤٩
(٢) سورة طه الآية ١٠٩
(٣) سورة المؤمنون الآية ١٠١
(٤) سورة غافر الآية ١٧
(٥) سورة الأنبياء الآية ٤٧
(٦) سورة يس الآية ٥٤