وفضلا عن هذا فإن حكمنا بالتأويل على حوادث الآخرة يعد حكما لا مبرر له أيضا، اللهم إلا إذا كنا على علم تام بحقيقة، وكيفية، وتفاصيل، ودقائق ما سوف يحدث في الآخرة، ومن ثم فقد تكون هناك شبهة في ضرورة صرف ألفاظ، أو صفات " المجيء " أو " الإتيان " التي يوصف بها الله سبحانه.
وسبب ذلك، أنه بات واضحا لدينا أن أحكام الآخرة، وحوادثها وتفاصيلها، وكيفياتها، وعلاقاتها، سوف تكون مغايرة، ومخالفة تماما لما هو قائم بيننا الآن، فعلى أي أساس يكون - إذا - حكمنا على الصفات الإلهية؟!
- فهل يكون على أساس المعايير الدنيوية، والمفاهيم والكيفيات التي تحدث فيها؟ ولكن الأمر - كما اتضح لنا اتضاحا كاملا - مخالف لذلك؛ لأن الله سبحانه خارج الحدود والإمكانات البشرية، الزمانية والمكانية، فكيف إذن يحق لنا تفسير كيفياتها، أو يجوز لنا أن نخوض فيها، وهل إذا خضنا فيها يمكننا أن نصل إلى الحقيقة؟!
- أو يكون حكمنا على أساس معايير الحياة الآخرة وموازينها، وفهم أو معرفة كيفياتها، وحقائق ما يجري فيها، ونحن لا نستطيع أن نتخيل أو نتصور أي شيء يتعلق بأي حادث من الحوادث التي