للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذلك أن الكلام في " الصفات " فرع عن الكلام في " الذات "، يحتذى حذوه، ويتبع فيه مثاله، فإذا كان إثبات وجود، لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات الصفات، إثبات وجود لا إثبات كيفية، فنقول: إن له يدا، وسمعا، ولا نقول: إن معنى اليد: " القدرة "، ومعنى السمع: " العلم ".

وما يقال عن اليد والسمع، يقال كذلك عن: النفس، والوجه، والعلم، والكلام، والخلق، وغير ذلك مما وردت به النصوص الصحيحة ومن ذلك على سبيل المثال: في النفس:

- قال تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} (١)

- قال تعالى: {ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى} (٢) {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} (٣)

ومن الأحاديث الصحيحة التي وردت في كتب السنة:

- جاء في صحيح البخاري: عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله: أنا مع عبدي حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم (٤)».


(١) سورة الأنعام الآية ٥٤
(٢) سورة طه الآية ٤٠
(٣) سورة طه الآية ٤١
(٤) أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة: (٢٢٣ - ٣١١ هـ)، كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل. مصر، دار الكتب السلفية، ط / ٢ سنة ١٤٠٣ هـ، ص ٤ - ٥، والحديث رواه مسلم، والترمذي، وأخرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس. انظر تخريج الحديث في تعليق (١) ص / ٥ من المصدر نفسه.